خطبة أخرى لعلي رضي الله عنه
2019
إعجاز القرآن للباقلاني
الباقلاني - أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني
خطبة أخرى nindex.php?page=showalam&ids=8 لعلي - رضي الله عنه - أما بعد ؛ فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع ، وإن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع ؛ وإن المضمار اليوم ، وغدا السباق .
ألا وإنكم في أيام مهل ، ومن ورائه أجل ، فمن أخلص في أيام مهله فقد فاز ؛ ومن قصر في أيام مهله ، قبل حضور أجله ، فقد خسر عمله ، وضره أمله .
ألا فاعملوا لله في الرغبة ؛ كما تعملون له في الرهبة .
ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها ؛ ولا كالنار نام هاربها . [ ص: 146 ] ألا وإنه من لم ينفعه الحق ضره الباطل ؛ ومن لم يستقم به الهدى يجر به الضلال .
ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن ، ودللتم على الزاد .
ألا وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى ، وطول الأمل .
* * *
خُطْبَةٌ أُخْرَى nindex.php?page=showalam&ids=8 لِعَلِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ وَآذَنَتْ بِوَدَاعٍ ، وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَأَشْرَفَتْ بِاطِّلَاعٍ ؛ وَإِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمَ ، وَغَدًا السِّبَاقُ .
أَلَا وَإِنَّكُمْ فِي أَيَّامِ مَهَلٍ ، وَمِنْ وَرَائِهِ أَجَلٌ ، فَمَنْ أَخْلَصَ فِي أَيَّامِ مَهَلِهِ فَقَدْ فَازَ ؛ وَمَنْ قَصَّرَ فِي أَيَّامِ مَهَلِهِ ، قَبْلَ حُضُورِ أَجَلِهِ ، فَقَدْ خَسَرَ عَمَلُهُ ، وَضَرَّهُ أَمَلُهُ .
أَلَا فَاعْمَلُوا لِلَّهِ فِي الرَّغْبَةِ ؛ كَمَا تَعْمَلُونَ لَهُ فِي الرَّهْبَةِ .
أَلَا وَإِنِّي لَمْ أَرَ كَالْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا ؛ وَلَا كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا . [ ص: 146 ] أَلَا وَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَنْفَعْهُ الْحَقُّ ضَرَّهُ الْبَاطِلُ ؛ وَمَنْ لَمْ يَسْتَقِمْ بِهِ الْهُدَى يَجُرْ بِهِ الضَّلَالُ .
أَلَا وَإِنَّكُمْ قَدْ أُمِرْتُمْ بِالظَّعْنِ ، وَدُلِلْتُمْ عَلَى الزَّادِ .
أَلَا وَإِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اتِّبَاعُ الْهَوَى ، وَطُولُ الْأَمَلِ .
* * *
التالي
السابق