الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
86 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحق بن إبراهيم قال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحق أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير وقال nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور عن nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل عن nindex.php?page=showalam&ids=12171عمرو بن شرحبيل عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله قال nindex.php?page=hadith&LINKID=657132سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=33503_28675_30523_32473_29705أي الذنب أعظم عند الله قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال قلت له إن ذلك لعظيم قال قلت ثم أي قال ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قال قلت ثم أي قال ثم أن تزاني حليلة جارك
فيه ( nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة عن جرير عن منصور عن أبي وائل عن nindex.php?page=showalam&ids=12171عمرو بن شرحبيل عن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=753942سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أعظم عند الله تعالى ؟ قال : أن [ ص: 261 ] تجعل لله ندا وهو خلقك قال : قلت : إن ذلك لعظيم . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : قال ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : ثم أن تزاني حليلة جارك " وفي الرواية الأخرى nindex.php?page=showalam&ids=16544عثمان بن أبي شيبة أيضا عن جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن nindex.php?page=showalam&ids=12171عمرو بن شرحبيل عن عبد الله فذكره وزاد : فأنزل الله تعالى تصديقها nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما أما الإسنادان ففيهما لطيفة عجيبة غريبة وهي أنهما إسنادان متلاصقان رواتهما جميعهم كوفيون . nindex.php?page=showalam&ids=15628وجرير هو ابن عبد الحميد . nindex.php?page=showalam&ids=17152ومنصور هو ابن المعتمر . nindex.php?page=showalam&ids=16115وأبو وائل هو شقيق بن سلمة . وشرحبيل غير منصرف لكونه اسما عجميا علما . والند المثل روى شمر عن الأخفش قال : الند الضد والشبه ، وفلان ند فلان ونديده ونديدته أي مثله .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( مخافة أن يطعم معك ) هو بفتح الياء أي يأكل وهو معنى قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق أي فقر . وقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68يلق أثاما قيل : معناه جزاء إثمه ، وهو قول الخليل ، nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه ، nindex.php?page=showalam&ids=12112وأبي عمرو الشيباني ، والفراء والزجاج ، وأبي علي الفارسي . وقيل : معناه عقوبة . قاله يونس ، وأبو عبيدة . وقيل : معناه جزاء قاله ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . وقال أكثر المفسرين أو كثيرون منهم : هو واد في جهنم عافانا الله الكريم وأحبابنا منها .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - ( أن تزاني حليلة جارك ) هي بالحاء المهملة وهي زوجته ; سميت بذلك لكونها تحل له ، وقيل : لكونها تحل معه . ومعنى تزاني أي تزني بها برضاها ، وذلك يتضمن الزنا وإفسادها على زوجها واستمالة قلبها إلى الزاني ، وذلك أفحش وهو مع امرأة الجار أشد قبحا ، وأعظم جرما لأن الجار يتوقع من جاره الذب عنه ، وعن حريمه ، ويأمن بوائقه ، ويطمئن إليه ، وقد أمر بإكرامه والإحسان إليه فإذا قابل هذا كله بالزنا بامرأته وإفسادها عليه مع تمكنه منها على وجه لا يتمكن غيره منه كان في غاية من القبح .
أما أحكام هذا الحديث ففيه أن أكبر المعاصي الشرك وهذا ظاهر لا خفاء فيه . وأن القتل بغير حق يليه ، وكذلك قال أصحابنا : أكبر الكبائر بعد الشرك القتل . وكذا نص عليه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رضي الله عنه - في كتاب الشهادات من ( مختصر المزني ) ، وأما ما سواهما من الزنا واللواط وعقوق الوالدين والسحر وقذف المحصنات والفرار يوم الزحف وأكل الربا وغير ذلك من الكبائر فلها تفاصيل وأحكام تعرف بها مراتبها ، ويختلف أمرها باختلاف الأحوال والمفاسد المرتبة عليه . وعلى هذا يقال في كل واحدة منها هي من nindex.php?page=treesubj&link=27530أكبر الكبائر وإن جاء في موضع أنها أكبر الكبائر كان المراد من أكبر الكبائر كما تقدم في أفضل الأعمال . والله أعلم .