الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 5334 ] معاني السورة

                                                          القرآن مبين.. والنبي منذر ومبشر

                                                          قال الله (تعالى): طسم تلك آيات الكتاب المبين لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننـزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم

                                                          طسم ؛ هذه حروف ابتدأت بها السورة؛ وقد ذكر أن معناها على الحقيقة لا نعلمه؛ بل اختص بها علم الله (تعالى)؛ والله بكل شيء عليم؛ وقد نعرف حكمتها على قدر طاقتنا؛ وهي الإشارة إلى أن القرآن مكون من الحروف التي تنطقون بها؛ ولكنكم تعجزون عن أن تأتوا بمثله; لأنه من عند الله؛ ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمي لا يقرأ ولا يكتب؛ فهو يعرف الكلمات؛ ولا يعرف الحروف؛ فذكرها في القرآن دليل على أنه ليس من عند ذلك الأمي؛ إنما هو من العالم بكل شيء الذي لا يغيب عن علمه شيء في السماء؛ ولا في الأرض؛ ولأن كبار المشركين قالوا فيما بينهم: لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ؛ فإذا ابتدأت السورة بهذه الحروف الصوتية استرعاهم صوتها؛ فجاؤوا متلهفين للاستماع؛ ويذهب عنهم ما اتفقوا. [ ص: 5335 ] ولذا كانت أكثر السور المفتتحة بهذه الأحرف؛ يعقبها ذكر القرآن؛ وهنا جاء بعد هذه الحروف الصوتية قوله (تعالى): تلك آيات الكتاب المبين ؛

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية