الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3951 [ ص: 147 ] باب: قطع القلائد من أعناق الدواب

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب كراهة قلادة الوتر؛ في رقبة البعير).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 95 جـ 14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه؛ أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم؛ في بعض أسفاره قال: فأرسل رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم: رسولا، قال: عبد الله بن أبي بكر حسبت أنه قال -والناس في مبيتهم-: لا يبقين في رقبة بعير: قلادة من وتر -أو قلادة- إلا قطعت . قال مالك : أرى ذلك من العين ) ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              "قلادة" الثانية: مرفوعة، معطوفة على "قلادة" الأولى. ومعناه: أن الراوي شك؛ هل قال: "قلادة من وتر"؟ أو قال: "قلادة" فقط، ولم يقيدها بالوتر؟ و "أرى": بضم الهمزة. أي: أظن أن [ ص: 148 ] النهي مختص بمن فعل ذلك، بسبب دفع ضرر العين. وأما من فعله لغير ذلك؛ من زينة أو غيرها: فلا بأس به.

                                                                                                                              قال عياض: الظاهر من مذهب مالك: أن النهي مختص بالوتر، دون غيره من القلائد. قال: وقد اختلف الناس في تقليد البعير، وغيره من الإنسان وسائر الحيوان: ما ليس بتعاويذ؛ مخافة العين؛ فمنهم: من منعه، قبل الحاجة إليه. وأجازه، عند الحاجة إليه، لدفع ما أصابه من ضرر العين ونحوه.

                                                                                                                              ومنهم: من أجازه، قبل الحاجة، وبعدها. كما يجوز الاستظهار بالتداوي قبل المرض. انتهى.

                                                                                                                              وقال أبو عبيد: كانوا يقلدون الإبل الأوتار؛ لئلا تصيبها العين، فأمرهم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: بإزالتها؛ إعلاما لهم: أن الأوتار لا ترد شيئا.

                                                                                                                              وقال محمد بن الحسن، وغيره: معناه: لا تقلدوها أوتار القسي، لئلا تضيق على أعناقها فتخنقها.

                                                                                                                              وقال النضر: معناه: لا تطلبوا الذحول، التي وترتم بها في الجاهلية. قال النووي : وهذا تأويل ضعيف، فاسد. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية