الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 510 ] الباب الرابع

                                                                                                                في آدابه

                                                                                                                في الجواهر : تعجيل الفطر عند الغروب ; لقوله - صلى الله عليه وسلم - في مسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " . فلو أراد الوصال حكى اللخمي المنع والجواز واختاره إلى السحر ، وكراهيته إلى الليلة القابلة . قال - صلى الله عليه وسلم - في البخاري : " ولا تواصلوا ، فأيكم أراد أن يواصل إلى السحر ؟ " ، قالوا : إنك تواصل ، قال : " إني لست كهيئتكم ; إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقيني " .

                                                                                                                وتأخير السحور لما روى أنس أنه - صلى الله عليه وسلم - وزيد بن ثابت تسحرا ، فلما فرغا من سحورهما قام - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة ، قيل لأنس : كم كان فيها ؟ قال : قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية .

                                                                                                                وكف اللسان عن الهذيان ; لقوله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أصبح أحدكم يوما صائما فلا يرفث ، ولا يجهل ، فإن أحد شاتمه أو قاتله فليقل : إني صائم " . الرفث : مباشرة النساء .

                                                                                                                سؤال : كيف يقول : إني صائم ; مع تحريم الرياء والتمدح بالطاعات ؟

                                                                                                                [ ص: 511 ] جوابه : قيل معناه يقول بلسان الحال لا بالمقال ، أي : يعرض عنه إعراض الصائمين ولا يفهمه شيئا ، وسمي ذلك قولا كما قالت العرب : واشتكى إلي طول السرى .

                                                                                                                قال سند : وقال الشافعي : يستحب الفطر على رطب ; لما في أبي داود أنه - صلى الله عليه وسلم - : " كان يفطر على رطبات ، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء " . وكره مالك أن يعمل لأهل المسجد طعاما ، وكره إجابتهم له لتحمل المنن والتوسل إلى المباهاة .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية