الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب وضع الماء عند الخلاء

                                                                                                                                                                                                        143 حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا ورقاء عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الخلاء فوضعت له وضوءا قال من وضع هذا فأخبر فقال اللهم فقهه في الدين [ ص: 295 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 295 ] قوله : ( باب وضع الماء عند الخلاء ) هو بالمد ، وحقيقته المكان الخالي ، واستعمل في المكان المعد لقضاء الحاجة مجازا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ورقاء ) هو ابن عمر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن عبيد الله ) بالتصغير ( ابن أبي يزيد ) مكي ثقة لا يعرف اسم أبيه ، ووقع في رواية الكشميهني ابن أبي زائدة وهو غلط .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فوضعت له وضوءا ) بفتح الواو أي : ماء ليتوضأ به ، وقيل يحتمل أن يكون ناوله إياه ليستنجي به ، وفيه نظر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فأخبر ) تقدم في كتاب العلم أن ميمونة بنت الحارث خالة ابن عباس هي المخبرة بذلك ، قال التيمي : فيه استحباب المكافأة بالدعاء . وقال ابن المنير : مناسبة الدعاء لابن عباس بالتفقه على وضعه الماء من جهة أنه تردد بين ثلاثة أمور : إما أن يدخل إليه بالماء إلى الخلاء ، أو يضعه على الباب ليتناوله من قرب ، أو لا يفعل شيئا ، فرأى الثاني أوفق ; لأن في الأول تعرضا للاطلاع ، والثالث يستدعي مشقة في طلب الماء ، والثاني أسهلها ، ففعله يدل على ذكائه ، فناسب أن يدعو له بالتفقه في الدين ليحصل به النفع ، وكذا كان . وقد تقدمت باقي مباحثه في كتاب العلم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية