الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3949 [ ص: 149 ] باب: في الأجراس، وأن الملائكة لا تصحب رفقة، فيها كلب أو جرس

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب كراهة الكلب والجرس؛ في السفر).

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 94 جـ 14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه؛ ( أن رسول الله صلى الله عليه) وآله ( وسلم؛ قال: : لا تصحب الملائكة رفقة؛ فيها كلب ولا جرس ").

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              "الرفقة": بضم الراء، وكسرها. "والجرس": بفتح الراء، وهو معروف. هكذا ضبطه الجمهور. ونقل عياض: أن هذه رواية الأكثرين. قال: وضبطناه عن ابن بحر بإسكانها. وهو اسم للصوت. فأصل "الجرس" بالإسكان: الصوت الخفي.

                                                                                                                              وفي الحديث: كراهة استصحاب الكلب والجرس، في الأسفار. وأن الملائكة: لا تصحب رفقة، فيها أحدهما.

                                                                                                                              والمراد بالملائكة: ملائكة الرحمة، والاستغفار؛ لا الحفظة كما [ ص: 150 ] سبق بيانه، في موضعه، وبيان الحكمة: في مجانبة الملائكة بيتا، فيه كلب.

                                                                                                                              وأما "الجرس" فقيل: سبب منافرة الملائكة له؛ أنه شبيه بالنواقيس، أو لأنه من المعاليق، المنهي عنها.

                                                                                                                              وقيل: سببه: كراهة صوته. وتؤيده: رواية "مزامير الشيطان"، كما ستأتي.

                                                                                                                              وكراهة الجرس على الإطلاق: مذهب الشافعية، ومذهب مالك، وآخرين. وهي كراهة تنزيه.

                                                                                                                              وقال جماعة من متقدمي علماء الشام: يكره الجرس الكبير، دون الصغير. ولا وجه لذلك. فإن الحديث: لم يفصل.




                                                                                                                              الخدمات العلمية