الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  باب لا يقول : ما شاء الله وشئت ، وهل يقول : أنا بالله ثم بك ؟

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب مترجم بلفظ لا يقول الشخص في كلامه : ما شاء الله وشئت على صيغة المتكلم من الماضي .

                                                                                                                                                                                  قال الكرماني : يعني لا يجمع بينهما ، يعني بين قوله : " ما شاء الله " ، وقوله : " وشئت " لجواز كل واحد منهما مفردا ، وقال غيره : لأن الواو يشرك بين المعنيين وليس هذا من الأدب ، وقد روي في ذلك عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن ليقل : ما شاء الله ثم ما شاء فلان ، وإنما جاز دخول ثم مكان الواو لأن مشيئة الله مقدمة على مشيئة خلقه ، قال عز وجل : وما تشاءون إلا أن يشاء الله فهذا من الأدب ، وذكر عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أنه كان لا يرى بأسا أن يقول : ما شاء الله ثم شئت .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وهل يقول : أنا بالله وبك " ذكره بالاستفهام لعدم ثبوت أحد الأمرين عنده ، وهما جواز القول بذلك وعدمه ، ولكن روى عبد الرزاق عن إبراهيم النخعي أنه كان يكره أن يقول : أعوذ بالله وبك حتى يقول : ثم بك ، والعلة في ذلك ما ذكرناه وهو أن بالواو يلزم الاشتراك ، وبكلمة ثم لا يلزم لأن مشيئة الله متقدمة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية