الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا

                                                                                                                                                                                                                                      20 - وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق كسرت إن لأجل اللام في الخبر والجملة بعد إلا صفة لموصوف محذوف والمعنى: وما أرسلنا قبلك أحدا من المرسلين إلا آكلين وماشين وإنما حذف اكتفاء بالجار والمجرور أي : من المرسلين ، ونحوه وما منا إلا له مقام معلوم أي: وما منا أحد ، قيل هو احتجاج على من قال مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق وتسلية للنبي عليه الصلاة والسلام وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أي : محنة وابتلاء وهذا تصبير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عما عيروه به من الفقر ومشيه في الأسواق يعني: أنه جعل الأغنياء فتنة للفقراء فيغني من يشاء ويفقر من يشاء أتصبرون على هذه الفتنة فتؤجروا أم لا تصبرون فيزداد غمكم ، وحكي أن بعض الصالحين تبرم بضنك عيشه فخرج ضجرا فرأي : خصيا في مواكب ومراكب فخطر بباله شيء فإذا بمن يقرأ هذه الآية فقال بلى فصبرا ربنا ، أو جعلناك فتنة لهم ؛ لأنك لو كنت غنيا صاحب كنوز وجنان لكانت طاعتهم لك للدنيا أو ممزوجة بالدنيا فإنما بعثناك فقيرا لتكون طاعة من يطيعك خالصة لنا وكان ربك بصيرا عالما بالصواب فيما يبتلي به أو بمن يصبر ويجزع [ ص: 532 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية