الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم استأنفوا معجبين من أنفسهم، مخيلين غيرهم من الالتفات إلى ما يأتي به من المعجزات، قائلين: إن أي إنه كاد وعرف بأن "إن" مخففة لا نافية باللام فقال: ليضلنا أي بما يأتي به من هذه الخوارق التي لا يقدر غيره على مثلها، واجتهاده في إظهار النصح عن آلهتنا هذه التي سبق إلى عبادتها من هو أفضل منا رأيا وأكثر للأمور تجربة. ولما كانت هذه العبارة مفهمة لمقاربة الصرف عن الأصنام، نفوه بقولهم: [ ص: 392 ] لولا أن صبرنا بما لنا من الاجتماع والتعاضد عليها أي على التمسك بعبادتها.

                                                                                                                                                                                                                                      ولما لزم قولهم هذا أن الأصنام تغني عنهم، نفاه مهددا مؤكدا التهديد لفظاعة فعلهم بقوله، عطفا على ما تقديره: فسوف يرون - أو من يرى منهم - أكثرهم قد رجع عن اعتقاد أن هذه الأصنام آلهة: وسوف يعلمون أي في حال لا ينفعهم فيه العمل وإن طالت مدة الإمهال والتمكين حين يرون العذاب أي في الدنيا والآخرة من أضل سبيلا هم أو الداعي لهم إلى ترك الأصنام الذي ادعوا إضلاله بقولهم ليضلنا

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية