الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج وكيع ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن عطاء في قوله : إن الله يحب التوابين . قال : من الذنوب، ويحب المتطهرين . قال : بالماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الأعمش في قوله : إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين . قال : التوبة من الذنوب، والتطهر من الشرك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد قال : من أتى امرأته في دبرها فليس من المتطهرين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 587 ] وأخرج وكيع ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن أبي العالية ، أنه رأى رجلا يتوضأ، فلما فرغ قال : اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين . فقال : إن الطهور بالماء حسن، ولكنهم المتطهرون من الذنوب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي، عن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن علي بن أبي طالب ، أنه كان إذا فرغ من وضوئه قال : أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رب اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الضحاك قال : كان حذيفة إذا تطهر قال : أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج القشيري في "الرسالة" ، وابن النجار، عن أنس سمعت : رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبدا لم [ ص: 588 ] يضره ذنب"، ثم تلا : إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين . قيل : يا رسول الله، وما علامة التوبة؟ قال : " الندامة" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج وكيع ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "الشعب"، عن الشعبي قال : التائب من الذنب كمن لا ذنب له . ثم قرأ : إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والترمذي ، وابن المنذر ، والبيهقي في "الشعب"، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد في "الزهد"، عن قتادة قال : أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل، أن كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، أنه قيل له : أصب الماء على رأسي وأنا محرم؟ قال : لا بأس، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية