الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن كان ذو عسرة ؛ أي: إن وقع غريم من غرمائكم ذو عسرة؛ على أن "كان" تامة؛ وقرئ: "ذا عسرة"؛ على أنها ناقصة؛ فنظرة ؛ أي: فالحكم نظرة؛ أو: فعليكم نظرة؛ أو: فلتكن نظرة؛ وهي الإنظار؛ والإمهال؛ وقرئ: "فناظره"؛ أي: فالمستحق ناظره؛ أي: منتظره؛ أو: فصاحب نظرته؛ على طريق النسب؛ وقرئ: "فناظره"؛ أمرا من المفاعلة؛ أي: فسامحه بالنظرة؛ إلى ميسرة ؛ أي: إلى يسار؛ وقرئ بضم السين؛ وهما لغتان؛ كـ "مشرقة"؛ و"مشرقة"؛ وقرئ بهما مضافين بحذف التاء عند الإضافة؛ كما في قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      ... وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا



                                                                                                                                                                                                                                      وأن تصدقوا ؛ بحذف إحدى التاءين؛ وقرئ بتشديد الصاد؛ أي: وأن تتصدقوا على معسري غرمائكم بالإبراء؛ خير لكم ؛ أي: أكثر ثوابا من الإنظار؛ أو خير مما تأخذونه؛ لمضاعفة ثوابه؛ ودوامه؛ فهو ندب إلى أن يتصدقوا برؤوس أموالهم؛ كلا؛ أو بعضا؛ على غرمائهم المعسرين؛ كقوله (تعالى): وأن تعفوا أقرب للتقوى ؛ وقيل: المراد بالتصدق: الإنظار؛ لقوله - عليه الصلاة والسلام -: "لا يحل دين رجل مسلم فيؤخره إلا كان له بكل يوم صدقة"؛ إن كنتم تعلمون : جوابه محذوف؛ أي: إن كنتم تعلمون أنه خير لكم عملتموه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية