الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا

                                                                                                                                                                                                                                      أصحاب الجنة هم المؤمنون المشار إليهم في قوله تعالى : قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون ... إلخ . يومئذ أي : يوم إذ يكون ما ذكر من عدم التبشير وقولهم : حجرا محجورا ، وجعل أعمالهم هباء منثورا .

                                                                                                                                                                                                                                      خير مستقرا المستقر المكان الذي يستقر فيه في أكثر الأوقات للتجالس والتحادث . وأحسن مقيلا المقيل : المكان الذي يؤوى إليه للاسترواح إلى الأزواج والتمتع بمغازلتهم ، سمي بذلك لما أن التمتع به يكون وقت القيلوله غالبا ، وقيل : لأنه يفرغ من الحساب في منتصف ذلك اليوم ، فيقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ، وفي وصفه بزيادة الحسن مع حصول الخيرية بعطفه على المستقر رمز إلى أنه مزين بفنون الزين والزخارف . والتفضيل المعتبر فيهما إما لإرادة الزيادة على الإطلاق ، أي : هم في أقصى ما يكون من خيرية المستقر وحسن المقيل ، وإما بالإضافة إلى ما للكفرة المتنعمين في الدنيا ، أو إلى ما لهم في الآخرة بطريق التهكم بهم كما مر في قوله تعالى : "قل أذلك خير .." الآية ، هذا وقد جوز أن يراد بأحدهما المصدر أو الزمان إشارة إلى أن مكانهم وزمانهم أطيب ما يتخيل من الأمكنة والأزمنة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية