الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين كذلك نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين

                                                                                                                                                                                                قرأ قتادة : "نهلك" بفتح النون، من هلكه بمعنى أهلكه، قال الحجاج [من الرجز]:


                                                                                                                                                                                                ومهمه هالك من تعرجا



                                                                                                                                                                                                [ ص: 288 ] ثم نتبعهم بالرفع على الاستئناف، وهو وعيد لأهل مكة يريد: ثم نفعل بأمثالهم من الآخرين مثل ما فعلنا بالأولين، ونسلك بهم سبيلهم لأنهم كذبوا مثل تكذيبهم، ويقويها قراءة ابن مسعود "ثم سنتبعهم" وقرئ بالجزم للعطف على نهلك. ومعناه: أنه أهلك الأولين من قوم نوح وعاد وثمود، ثم أتبعهم الآخرين من قوم شعيب ولوط وموسى كذلك مثل ذلك الفعل الشنيع نفعل بكل من أجرم إنذارا وتحذيرا من عاقبة الجرم وسوء أثره.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية