الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (22) قوله : وصدق الله ورسوله : من تكرير الظاهر تعظيما كقوله : [ ص: 110 ]

                                                                                                                                                                                                                                      3687 - لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      ولأنه لو أعادهما مضمرين لجمع بين اسم الباري تعالى واسم رسوله في لفظة واحدة ، فكان يقال : وصدقا ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد كره ذلك ، ورد على من قاله حيث قال : " من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى " . وقال له : " بئس خطيب القوم أنت . قل : ومن يعص الله ورسوله " قصدا إلى تعظيم الله . وقيل : إنما رد عليه لأنه وقف على " يعصهما " . وعلى الأول استشكل بعضهم قوله [عليه السلام ] : " حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " فقد جمع بينهما في ضمير واحد . وأجيب : بأن النبي صلى الله عليه وسلم أعرف بقدر الله تعالى منا فليس لنا أن نقول كما يقول .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " وما زادهم " فاعل " زادهم " ضمير الوعد أي : وما زادهم وعد الله أو الصدق . وقال مكي : " ضمير النظر ; لأن قوله : " لما رأى " بمعنى : لما نظر " . وقال أيضا : " وقيل : ضمير الرؤية . وإنما ذكر لأن تأنيثها غير حقيقي " ولم يذكر غيرهما . وهذا عجيب منه ; حيث حجر واسعا مع الغنية عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن أبي عبلة " وما زادوهم " بضمير الجمع . ويعود للأحزاب ; [ ص: 111 ] لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرهم أن الأحزاب تأتيهم بعد عشر أو تسع .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية