الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  6398 باب ما يكره من لعن شارب الخمر ، وأنه ليس بخارج من الملة

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان ما يكره من لعن شارب الخمر ، وكأنه أراد بهذه الترجمة وجه التوفيق بين حديث الباب الذي فيه النهي عن لعن الشارب ، وبين قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يشرب الخمر وهو مؤمن " ، وقد مر عن قريب ، وهو أن المراد بحديث : " لا يشرب الخمر وهو مؤمن " نفي كمال الإيمان ، لا أنه يخرج عن الإيمان ، وهو معنى قوله : " وإنه " أي إن شارب الخمر ليس بخارج عن الملة ، فإذا لم يكن خارجا عن الملة لا يستحق اللعن .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : قد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شارب الخمر وكثيرا من أهل المعاصي ، منهم المصورون ، ومن ادعى إلى غير أبيه ، وغير ذلك .

                                                                                                                                                                                  قلت : أراد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم باللعنة الملازمين لها غير التائبين منها ; ليرتدع بذلك من فعلها ، والذي نهى عن لعنه هاهنا قد كان أخذ منه حد الله تعالى الذي جعله مطهرا له من الذنوب ، فنهى عن ذلك خشية أن يوقع الشيطان في قلبه أن من لعن بحضرته ، ولم يغير ذلك ، ولا نهى عنه أنه مستحق العقوبة في الآخرة ، وأنه يقره على ذلك ، ويقويه . وقيل : الذي لعن الشارع إنما لعن الجنس على معنى الإرداع ، ولم يعين أحدا ، ومنهم من منع مطلقا في المعين ، وجوز في حق غير المعين ; لأن فيه زجرا عن تعاطي ذلك الفعل ، وفي حق المعين أذى وسب ، وقد ثبت النهي عن أذى المسلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية