الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا

                                                                                                                                                                                                                                      الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أي : يحشرون كائنين على وجوههم يسبحون عليها ويجرون إلى جهنم ، وقيل : مقلوبين وجوههم على قفاهم وأرجلهم إلى فوق ، روى عنه صلى الله عليه وسلم : "يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أثلاث ، ثلث على الدواب ، وثلث على وجوههم ، وثلث على أقدامهم ينسلون نسلا" . وأما ما قيل متعلقة قلوبهم بالسفليات متوجهة وجوههم إليها فبعيد ; لأن هول ذلك اليوم ليس بحيث يبقى لهم عنده تعلق بالسفليات أو متوجه إليها في الجملة . ومحل الموصول إما النصب أو الرفع على الذم ، أو الرفع على الابتداء .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : أولئك بدل منه ، أو بيان له . وقوله تعالى : شر مكانا وأضل سبيلا خبر له ، أو اسم الإشارة مبتدأ ثان ، و"شر" خبره ، والجملة خبر للموصول . ووصف السبيل بالضلال من باب الإسناد المجازي للمبالغة ، والمفضل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم على منهاج قوله تعالى : قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه .. كأنه قيل : إن حاملهم على هذه الاقتراحات تحقير مكانه صلى الله عليه وسلم بتضليل سبيله ولا يعلمون حالهم ليعلموا أنهم شر مكانا وأضل سبيلا ، وقيل : هو متصل بقوله تعالى : أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية