الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أي : ما يتخذونك إلا مهزوءا به على معنى قصر معاملتهم معه صلى الله عليه وسلم على اتخاذهم إياه صلى الله عليه وسلم هزؤا لا على معنى قصر اتخاذهم على كونه هزؤا كما هو المتبادر من ظاهر العبارة ، كأنه قيل : ما يفعلون بك إلا اتخاذك هزؤا ، وقد مر تحقيقه في قوله تعالى : إن أتبع إلا ما يوحى إلي ... من سورة الأنعام .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : أهذا الذي بعث الله رسولا محكي بعد قول مضمر هو حال من فاعل "يتخذونك" أي : يستهزؤن بك قائلين : "أهذا الذي ..." إلخ ، والإشارة للاستحقار وإبراز بعث الله رسولا في معرض التسليم بجعله صلة للموصول الذي هو صفته صلى الله عليه وسلم مع كونهم في غاية النكير لبعثه صلى الله عليه وسلم بطريق التهكم والاستهزاء وإلا لقالوا : أبعث الله هذا رسولا ، أو أهذا الذي يزعم أنه بعثه الله رسولا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية