الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا

                                                                                                                                                                                                                                      إن كاد "إن" مخففة من "أن" وضمير الشأن محذوف ، أي : إنه كاد ليضلنا عن آلهتنا أي : ليصرفنا عن عبادتها صرفا كليا بحيث يبعدنا عنها لا عن عبادتها فقط ، والعدول إلى الإضلال لغاية ضلالهم بادعاء أن عبادتها طريق سوي .

                                                                                                                                                                                                                                      لولا أن صبرنا عليها ثبتنا عليها واستمسكنا بعبادتها ولولا في أمثال هذا الكلام تجري مجرى التقييد للحكم المطلق من حيث المعنى كما أشير إليه في قوله تعالى : ولقد همت به ... إلخ ، وهذا اعتراف منهم بأنه صلى الله عليه وسلم قد بلغ من الاجتهاد في الدعوة إلى الحق وإظهار المعجزات وإقامة الحجج والبينات إلى حيث شارفوا أن يتركوا دينهم لولا فرط لجاجهم وغاية عنادهم ، يروى أنه من قول أبي جهل .

                                                                                                                                                                                                                                      وسوف يعلمون جواب من جهته تعالى لآخر كلامهم ورد لما ينبئ عنه من نسبته صلى الله عليه وسلم إلى الضلال في ضمن الإضلال ، أي : سوف يعلمون البتة وإن تراخى حين يرون العذاب الذي يستوجبه كفرهم وعنادهم من أضل سبيلا وفيه ما لا يخفى من الوعيد والتنبيه على أنه تعالى لا يهملهم وإن أمهلهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية