الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد صرفناه أي : وبالله لقد كررنا هذا القول الذي هو ذكر إنشاء السحاب وإنزال القطر لما مر من الغايات الجميلة في القرآن وغيره من الكتب السماوية . بينهم أي : بين الناس من المتقدمين والمتأخرين ليذكروا ليتفكروا ويعرفوا بذلك كمال قدرته تعالى وواسع رحمته في ذلك ويقوموا بشكر نعمته حق قيام ، وقيل : الضمير للمطر ، وتصريفه بينهم إنزاله في بعض البلاد دون غيرها ، أو في بعض الأوقات دون بعض ، أو جعله تارة وابلا ، وأخرى طلا ، وحينا ديمه ، ووقتا رهمة ، والأول هو الأظهر .

                                                                                                                                                                                                                                      فأبى أكثر الناس ممن سلف وخلف إلا كفورا أي : لم يفعل إلا كفران النعمة وقلة الاكتراث لها ، أو وإلا جحودها بأن يقولوا : مطرنا بنوء كذا ولا يذكر صنع الله تعالى ورحمته ومن لا يرى الأمطار إلا من الأنواء فهو كافر بخلاف من يرى أن الكل بخلق الله تعالى [ ص: 225 ]

                                                                                                                                                                                                                                      والأنواء أمارات لجعله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية