الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يوم هم بارزون [16]

                                                                                                                                                                                                                                        "هم" في موضع رفع بالابتداء و"بارزون" خبره ، والجملة في موضع خفض بالإضافة؛ فلذلك حذفت التنوين من يوم وإنما يكون في هذا عند سيبويه إذا كان الظرف بمعنى "إذ" تقول : لقيتك يوم زيد أمير ، فإذا كان بمعنى "إذا" لم يجز نحو : أنا ألقاك يوم زيد أمير لمن الملك اليوم لله الواحد القهار أصح ما قيل فيه ما رواه أبو وائل عن ابن مسعود ، قال : يحشر الناس على أرض بيضاء مثل الفضة لم يعص الله جل وعز عليها فيؤمر مناد أن ينادي لمن الملك اليوم؟

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 29 ] فهذا قول بين . فأما أن يكون هذا والخلق غير موجودين فبعيد؛ لأنه لا فائدة فيه . والقول الأول صحيح عن ابن مسعود ، وليس هو مما يؤخذ بالقياس ، ولا بالتأويل والمعنى على قوله فينادي مناد يوم القيامة ليقرر الناس لمن الملك اليوم فيقول العباد مؤمنهم وكافرهم : لله الواحد القهار فيقول المؤمنون هذا سرورا وتلذاذا ، ويقول الكافرون هذا رغما وانقيادا وخضوعا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية