الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما

                                                                                                                                                                                                                                      67 - والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا لم يجاوزوا الحد في النفقة أو لم يأكلوا للتنعم ولم يلبسوا للتصلف ، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - لم ينفقوا في المعاصي فالإسراف مجاوزة القدر وسمع رجل رجلا [ ص: 549 ] يقول: لا خير في الإسراف , فقال: لا إسراف في الخير ، وقال عليه الصلاة والسلام من منع حقا فقد قتر ومن أعطى في غير حق فقد أسرف ولم يقتروا بضم التاء كوفي وبضم الياء وكسر التاء مدني وشامي وبفتح الياء وكسر التاء مكي وبصري والقتر والإقتار والتقتير : التضييق الذي هو نقيض الإسراف وكان إنفاقهم بين ذلك أي الإصراف والإقتار قواما أي : عدلا بينهما فالقوام : العدل بين الشيئين , والمنصوبان أي : بين ذلك قواما خبران , وصفهم بالقصد الذي هو بين الغلو والتقصير , وبمثله أمر عليه الصلاة والسلام ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك الآية ، وسأل عبد الملك بن مروان عمر بن عبد العزيز عن نفقته حين زوجه ابنته فقال الحسنة بين السيئتين فعرف عبد الملك أنه أراد ما في هذه الآية ، وقيل أولئك أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام كانوا لا يأكلون طعاما للتنعم واللذة ولا يلبسون ثيابهم للجمال والزينة ولكن لسد الجوعة وستر العورة ودفع الحر والقر وقال عمر - رضي الله عنه - كفى سرفا أن لا يشتهي الرجل شيئا إلا أكله

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية