الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة

قال : ثم سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة في شهر رمضان، سنة سبع. قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله إلى بني عوال - بضم العين - وبني عبد بن ثعلبة، وهم بالميفعة، وهي وراء بطن نخل إلى النقرة قليلا بناحية نجد، وبينها وبين المدينة ثمانية برد، بعثه في مائة وثلاثين رجلا، ودليلهم يسار مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهجموا عليهم جميعا، ووقعوا في وسط محالهم، فقتلوا من أشراف لهم، واستاقوا نعما وشاء، فحدروه إلى المدينة ولم يأسروا أحدا. وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد الرجل الذي قال لا إله إلا الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا شققت عن قلبه فتعلم أصادق هو أم كاذب؟". فقال أسامة: لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلا الله.

وبوب البخاري على هذه السرية: باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة. قال: حدثني عمرو بن محمد ، حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين ، أخبرنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد، يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة، بطن من جهينة، فصبحنا القوم، فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله. فكف الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته. فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟". قلت: إنما كان متعوذا ، فما زال [ ص: 202 ] يكررها، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم .

التالي السابق


الخدمات العلمية