الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          م ك ن : ( مكنه ) الله من الشيء ( تمكينا ) و ( أمكنه ) منه بمعنى . و ( استمكن ) الرجل من الشيء ، و ( تمكن ) منه بمعنى . وفلان لا ( يمكنه ) النهوض أي لا يقدر عليه . وقولهم : ما أمكنه عند الأمير شاذ . و ( المكنة ) بكسر الكاف واحدة ( المكن ) و ( المكنات ) وفي الحديث : " أقروا الطير على مكناتها " ومكناتها بالضم . قال أبو زيد وغيره من الأعراب : إنا لا نعرف للطير مكنات وإنما هي وكنات ، فأما المكنات فإنما هي للضباب . وقال أبو عبيد : يجوز في الكلام وإن كان المكن للضباب أن يجعل للطير تشبيها بذلك . كقولهم : مشافر الحبشي وإنما المشافر للإبل . وكقول زهير يصف الأسد :


                                                          له لبد أظفاره لم تقلم

                                                          وإنما له مخالب . قال : ويجوز أن يراد به على أمكنتها أي على مواضعها التي جعلها الله تعالى لها فلا تزجروها ولا تلتفتوا إليها فإنها لا تضر ولا تنفع . ويقال : الناس على مكناتهم أي على استقامتهم . وقول النحويين في الاسم : إنه متمكن أي معرب كعمر وإبراهيم فإذا انصرف مع ذلك فهو المتمكن الأمكن كزيد وعمرو . وغير المتمكن هو المبني مثل كيف وأين . وقولهم في الظرف : إنه متمكن أي يستعمل مرة اسما ومرة ظرفا كقولك : جلس خلفه بالنصب ومجلسه خلفه بالرفع في موضع يصلح ظرفا . وغير المتمكن هو الذي لا يستعمل في موضع يصلح ظرفا إلا ظرفا كقولك : لقيه صباحا وموعده صباحا بالنصب فيهما ولا يجوز الرفع إذا أردت صباح يوم بعينه ، ولا علة للفرق بينهما غير استعمال العرب كذلك .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية