الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما اجتمع في كلام فرعون من وتعيير ، بدأ بجوابه عن التعيير لأنه [الأخير فكان أقرب ، ولأنه] أهم ، ثم عطف عليه جوابه عما من به ، فقال موبخا له مبكتا منكرا عليه غير أنه حذف حرف الإنكار إجمالا في القول وإحسانا في الخطاب : وتلك أي : التربية [الشنعاء العظيمة في الشناعة] التي ذكرتنيها ، نعمة تمنها علي [ ص: 23 ] ولما كان سببها ظلمه لقومه ، جعله نفسها فقال مبدلا منها [تنبيها على إحباطها ، وإعلاما بأنها -بكونها نقمة- أولى منها في عدها نعمة] : أن عبدت [أي : تعبيدك وتذليلك على ذلك الوجه البديع المبعد] قومي بني إسرائيل أي : جعلتهم عبيدا ظلما وعدوانا وهم أبناء الأنبياء ، ولسلفهم يوسف عليه السلام عليكم من المنة -بإحياء نفوسكم أولا ، وعتق رقابكم ثانيا- ما لا تقدرون له على جزاء أصلا ، ثم ما كفاك ذلك حتى فعلت ما لم يفعله مستعبد ، فأمرت بقتل أبنائهم ، فكان ذلك سبب وقوعي إليك لأسلم من ظلمك كما مر بيانه ويأتي [إن شاء الله تعالى] مستوفى في سورة القصص.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية