الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق

                                                                                                                                                                                                الشفق: الحمرة التي ترى في المغرب بعد سقوط الشمس، وبسقوطه يخرج وقت المغرب ويدخل وقت العتمة عند عامة العلماء، إلا ما يروى عن أبي حنيفة - رضي الله عنه - في إحدى الروايتين: أنه البياض. وروى أسد بن عمرو : أنه رجع عنه، سمي لرقته. ومنه الشفقة على الإنسان: رقة القلب عليه وما وسق وما جمع وضم، يقال: وسقه فاتسق واستوسق. قال [من الرجز]:

                                                                                                                                                                                                [ ص: 344 ]

                                                                                                                                                                                                مستوسقات لو يجدن سائقا



                                                                                                                                                                                                ونظيره في وقوع افتعل واستفعل مطاوعين: اتسع واستوسع. ومعناه: وما جمعه وستره وآوى إليه من الدواب وغيرها إذا اتسق إذا اجتمع واستوى ليلة أربع عشرة. قرئ: "لتركبن" على خطاب الإنسان في: يا أيها الإنسان ولتركبن، بالضم على خطاب الجنس، لأن النداء للجنس، ولتركبن بالكسر على خطاب النفس، وليركبن بالياء على: ليركبن الإنسان. والطبق: ما طابق غيره. يقال: ما هذا بطبق لذا، أي: لا يطابقه. ومنه قيل للغطاء الطبق. وإطباق الثرى: ما تطابق منه، ثم قيل للحال المطابقة لغيرها: طبق. ومنه قوله عز وعلا: طبقا عن طبق أي: حالا بعد حال: كل واحدة مطابقة لأختها في الشدة والهول: ويجوز أن يكون جمع طبقة وهي المرتبة، من قولهم: هو على طبقات. ومنه: طبق الظهر لفقاره. الواحدة: طبقة، على معنى: لتركبن أحوالا بعد أحوال هي طبقات في الشدة بعضها أرفع من بعض وهي الموت وما بعده من مواطن القيامة وأهوالها. فإن قلت: ما محل عن طبق؟ قلت: النصب على أنه صفة ل "طبقا"، أي: طبقا مجاوزا لطبق. أو حال من الضمير في لتركبن، أي: لتركبن طبقا مجاوزين لطبق. أو مجاوزا أو مجاوزة، على حسب القراءة: وعن مكحول : كل عشرين عاما تجدون أمرا لم تكونوا عليه.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية