الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (13) و : يعملون له ما يشاء : مفسر لقوله " من يعمل " . و " من محاريب " بيان لما يشاء .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " كالجواب " قرأ ابن كثير بإثبات ياء " الجوابي " وصلا ووقفا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 162 ] وأبو عمرو وورش بإثباتها وصلا ، وحذفها وقفا . والباقون بحذفها في الحالين . و " كالجواب " صفة لـ " جفان " . والجفان : جمع جفنة . والجوابي : جمع جابية كضاربة وضوارب . والجابية : الحوض العظيم سميت بذلك لأنه يجبى إليها الماء . وإسناد الفعل إليها مجاز ; لأنه يجبى فيها كما قيل : خابية لما يخبأ فيها . قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      3724 - بجفان تعتري نادينا من سديف حين هاج الصنبر




                                                                                                                                                                                                                                      كالجوابي لاتني مترعة     لقرى الأضياف أو للمحتضر



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الأعشى :


                                                                                                                                                                                                                                      3725 - نفى الذم عن آل المحلق جفنة     كجابية السيح العراقي تفهق



                                                                                                                                                                                                                                      وقال الأفوه :


                                                                                                                                                                                                                                      3726 - وقدور كالربا راسية     وجفان كالجوابي مترعه

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 163 ] قوله : " شكرا " يجوز فيه أوجه ، أحدها : أنه مفعول به أي : اعملوا الطاعة . سميت الصلاة ونحوها شكرا لسدها مسده . الثاني : أنه مصدر من معنى اعملوا ، كأنه قيل : اشكروا شكرا بعملكم ، أو اعملوا عمل شكر . الثالث : أنه مفعول من أجله . أي : لأجل الشكر . الرابع : أنه مصدر واقع موقع الحال أي : شاكرين . الخامس : أنه منصوب بفعل مقدر من لفظه ، تقديره : واشكروا شكرا . السادس : أنه صفة لمصدر " اعملوا " تقديره : اعملوا عملا شكرا أي : ذا شكر .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " وقليل " خبر مقدم . و " من عبادي " صفة له و " الشكور " مبتدأ .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية