الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 18 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل كلام مبتدأ ذكر تطييبا لقلبها وإزاحة لما همها من خوف اللوم لما علمت أنها تلد من غير زوج، أو عطف على يبشرك، أو وجيها والكتاب الكتبة أو جنس الكتب المنزلة. وخص الكتابان لفضلهما. وقرأ نافع وعاصم ويعلمه بالياء.

                                                                                                                                                                                                                                        ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم منصوب بمضمر على إرادة القول تقديره:

                                                                                                                                                                                                                                        ويقول أرسلت رسولا بأني قد جئتكم، أو بالعطف على الأحوال المتقدمة مضمنا معنى النطق فكأنه قال:

                                                                                                                                                                                                                                        وناطقا بأني قد جئتكم، وتخصيص بني إسرائيل لخصوص بعثته إليهم أو للرد على من زعم أنه مبعوث إلى غيرهم. أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير نصب بدل من أني قد جئتكم، أو جر بدل من آية، أو رفع على هي أني أخلق لكم والمعنى: أقدر لكم وأصور شيئا مثل صورة الطير، وقرأ نافع إنى بالكسر فأنفخ فيه الضمير للكاف أي في ذلك الشيء المماثل. فيكون طيرا بإذن الله فيصير حيا طيارا بأمر الله، نبه به على أن إحياءه من الله تعالى لا منه. وقرأ نافع هنا وفي المائدة «طائرا» بالألف والهمزة. وأبرئ الأكمه والأبرص الأكمه الذي ولد أعمى أو الممسوح العين.

                                                                                                                                                                                                                                        روي: أن ربما كان يجتمع عليه ألوف من المرضى من أطاق منهم أتاه ومن لم يطق أتاه عيسى عليه الصلاة والسلام وما يداوي إلا بالدعاء. وأحيي الموتى بإذن الله كرر بإذن الله دفعا لتوهم الألوهية، فإن الإحياء ليس من جنس الأفعال البشرية. وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم بالمغيبات من أحوالكم التي لا تشكون فيها. إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين موفقين للإيمان فإن غيرهم لا ينتفع بالمعجزات، أو مصدقين للحق غير معاندين.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية