الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: هنالك دعا زكريا ربه ؛ " زكريا " ؛ بالمد والقصر؛ على ما وصفنا؛ المعنى: عند ذلك دعا زكريا ربه؛ أي: عندما صادف من أمر مريم؛ ثم سأل الله أن يرزقه ذرية طيبة؛ و هنالك ؛ في موضع نصب؛ لأنه ظرف يقع من المكان والأحوال؛ أحوال الزمان؛ والمعنى: في ذلك المكان من الزمان؛ ومن الحال؛ دعا زكريا ربه؛ كما تقول: " من هنا قلت كذا وكذا " ؛ و " من هنالك قلت كذا وكذا " ؛ أي: من ذلك الوجه وتلك الجهة؛ وهذا في غير المكان على المثل جرى.؛ وكسر لام " هنالك " ؛ وقع لالتقاء الساكنين؛ لأن " هنالك " ؛ إشارة إلى مكان متراخ؛ أو حال من أحوال الزمان نسبتها إلى المكان؛ وقال: " طيبة " ؛ للفظ " ذرية " ؛ و " هنالك " ؛ لا يجب أن يعرف في رفع ولا جر؛ لأنه في الإشارة إلى المكان بمنزلة الإشارة في " هذا " ؛ و " هذاك " ؛ إلى سائر الأشياء؛ فهو مضارع للحروف التي جاءت لمعنى.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية