الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                      إن في ذلك إشارة إلى مصدر "أنبتنا" أو إلى كل واحد من تلك الأزواج وأيا ما كان فما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منـزلته في الفضل . لآية أي : آية عظيمة دالة على كمال قدرة منبتها وغاية وفور علمه وحكمته ونهاية سعة رحمته موجبة للإيمان وازعة عن الكفر .

                                                                                                                                                                                                                                      وما كان أكثرهم أي : أكثر قومه صلى الله عليه وسلم مؤمنين قيل : أي : في علم الله تعالى وقضائه حيث علم أزلا أنهم سيصرفون فيما لا يزال اختيارهم الذي عليه يدور أمر التكليف إلى جانب الشر ولا يتدبرون في هذه الآيات العظام ، وقال سيبويه : كان صلة ، والمعنى : وما أكثرهم مؤمنين ، وهو الأنسب بمقام بيان عتوهم وغلوهم في المكابرة والعناد مع تعاضد موجبات الإيمان من جهته تعالى ، وأما نسبة كفرهم إلى علمه تعالى وقضائه فربما يتوهم منها كونهم معذورين فيه بحسب الظاهر لأن ما أشير إليه من التحقيق مما خفي على مهرة العلماء المتقنين ، كأنه قيل : إن في ذلك لآية باهرة موجبة للإيمان وما أكثرهم مؤمنين مع ذلك لغاية تماديهم في الكفر والضلالة وانهماكهم في الغي والجهالة ، ونسبة عدم الإيمان إلى أكثرهم لأن منهم من سيؤمن .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية