الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ذقن ]

                                                          ذقن : الجوهري : ذقن الإنسان مجتمع لحييه . ابن سيده : الذقن والذقن مجتمع اللحيين من أسفلهما ؛ قال اللحياني : هو مذكر لا غير ، قال : وفي المثل : مثقل استعان بذقنه وذقنه ، يقال هذا لمن يستعين بمن لا دفع عنده وبمن هو أذل منه ، وقيل : يقال للرجل الذليل يستعين برجل آخر مثله ، وأصله أن البعير يحمل عليه الحمل الثقيل ، فلا يقدر على النهوض ، فيعتمد بذقنه على الأرض ، وصحفه الأثرم علي بن المغيرة بحضرة يعقوب فقال : مثقل استعان بدفيه ، فقال له يعقوب : هذا تصحيف ، إنما هو استعان بذقنه ، فقال له الأثرم : إنه يريد الرياسة بسرعة ! ثم دخل بيته ، والجمع أذقان ، وفي التنزيل العزيز : يخرون للأذقان سجدا ؛ واستعاره امرؤ القيس للشجر ووصف سحابا فقال :


                                                          وأضحى يسح الماء على كل فيقة يكب على الأذقان دوح الكنهبل



                                                          والذاقنة : ما تحت الذقن ، وقيل : الذاقنة رأس الحلقوم .

                                                          وفي الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - : توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سحري ونحري وحاقنتي وذاقنتي ، قال أبو عبيد : الذاقنة طرف الحلقوم ، وقيل : الذاقنة الذقن ، وقيل : ما يناله الذقن من الصدر . ابن سيده : الحاقنة الترقوة ، وقيل : أسفل البطن مما يلي السرة ، قال أبو عبيد : قال أبو زيد : وفي المثل : لألحقن حواقنك بذواقنك ، فذكرت ذلك للأصمعي فقال : هي الحاقنة والذاقنة ، قال : ولم أره وقف منهما على حد معلوم ، فأما أبو عمرو فإنه قال : الذاقنة طرف الحلقوم الناتئ ، وقال ابن جبلة : قال غيره : الذاقنة الذقن . وذقن الرجل : وضع يده تحت ذقنه .

                                                          وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أن عمران بن سوادة قال له : أربع خصال عاتبتك عليها رعيتك ، فوضع عود الدرة ثم ذقن عليها وقال : هات .

                                                          وفي رواية : فذقن بسوطه يستمع . يقال : ذقن على يده وعلى عصاه - بالتشديد والتخفيف - إذا وضعه تحت ذقنه واتكأ عليه . وذقنه يذقنه ذقنا : أصاب ذقنه ، فهو مذقون . وذقنته بالعصا ذقنا : ضربته بها . وذقنه ذقنا : قفده . والذقون من الإبل : التي تميل ذقنها إلى الأرض تستعين بذلك على السير ، وقيل : هي السريعة ، والجمع ذقن ؛ قال ابن مقبل :


                                                          قد صرح السير عن كتمان وابتذلت     وقع المحاجن بالمهرية الذقن



                                                          أي ابتذلت المهرية الذقن بوقع المحاجن فيها نضربها بها ، فقلب وأنث الوقع حيث كان من سبب المحاجن . والذاقنة : كالذقون ؛ عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد :


                                                          أحدثت لله شكرا وهي ذاقنة     كأنها تحت رحلي مسحل نعر



                                                          وذقنت الدلو - بالكسر - ذقنا ، فهي ذقنة : مالت شفتها . ودلو ذقنى : [ ص: 36 ] مائلة الشفة وأنشد ابن بري :


                                                          أنعت دلوا ذقنى ما تعتدل

                                                          ودلو ذقون من ذلك . الأصمعي : إذا خرزت الدلو فجاءت شفتها مائلة قيل ذقنت تذقن ذقنا . وناقة ذقون : ترخي ذقنها في السير ، وفي التهذيب : تحرك رأسها إذا سارت . وامرأة ذقناء : ملتوية الجهاز . وفي نوادر العرب : ذاقنني فلان ولاقنني ولاغدني ، أي لازني وضايقني . والذقن : الشيخ . وذقان : جبل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية