الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (20) قوله : صدق : قرأ الكوفيون " صدق " بتشديد الدال . والباقون بتخفيفها . فأما الأولى فـ " ظنه " مفعول به . والمعنى : أن ظن إبليس ذهب إلى شيء فوافق ، فصدق هو ظنه على المجاز والاتساع . ومثله : كذبت ظني ونفسي وصدقتهما ، وصدقاني وكذباني . وهو مجاز سائغ . أي : ظن شيئا فوقع . وأصله : من قوله : " ولأغوينهم " و " لأضلنهم " وغير ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما الثانية فانتصب " ظنه " على ما تقدم من المفعول به كقولهم : أصبت ظني ، وأخطأت ظني . أو على المصدر بفعل مقدر أي : يظن ظنه ، أو على [ ص: 177 ] إسقاط الخافض أي : في ظنه . وزيد بن علي والزهري برفع " ظنه " ونصب " إبليس " كقول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      3738 - فإن يك ظني صادقا وهو صادقي ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      جعل ظنه صادقا فيما ظنه مجازا واتساعا . وروي عن أبي عمرو برفعهما وهي واضحة . جعل " ظنه " بدل اشتمال من إبليس .

                                                                                                                                                                                                                                      والظاهر أن الضمير في " عليهم " عائد على أهل سبأ ، و " إلا فريقا " استثناء من فاعل " اتبعوه " و " من المؤمنين " صفة " فريقا " . و " من " للبيان لا للتبعيض لئلا يفسد المعنى ; إذ يلزم أن يكون بعض من آمن اتبع إبليس .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية