الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل :

299 - روى محمد بن إسحاق ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - ، قال : نزل في النضر بن الحارث ثماني آيات من القرآن : قول الله تبارك وتعالى : ( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ) وكل ما ذكر في الأساطير من القرآن ، فلما قال لهم ذلك النضر ، بعثوه ، وبعثوا معه عقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة ، وقالوا لهما : سلاهم عن محمد ، وصفا لهم صفته ، وأخبراهم بقوله ، فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء - صلوات الله عليهم - ، فخرجا حتى قدما المدينة ، فسألا أحبار يهود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ووصفا لهم أمره ، وأخبراهم ببعض قوله ، وقالا لهم : إنكم أهل التوراة ، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا ، قالوا : سلوه عن ثلاث ، فإن أخبركم بهن ، فهو نبي ، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم ، فإنه كان لهم حديث عجب ؟ وسلوه عن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ، ومغاربها ؟ وسلوه عن الروح ما هو ؟ فإن أخبركم بذلك ، فهو نبي ، فاتبعوه ، وإن لم يفعل ، فالرجل متقول ، فجاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : يا محمد ، أخبرنا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول قد كانت لهم قصة عجب ، وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ، ومغاربها ، وأخبرنا عن الروح ما هو ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أخبركم بما سألتم عنه غدا ، ولم يستثن ، فانصرفوا عنه ، فمكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يذكرون خمس عشرة ليلة لا يحدث الله تعالى في ذلك وحيا ، ولا يأتيه جبريل - عليه السلام - حتى أرجف أهل مكة ، وقالوا : وعدنا محمد غدا ، واليوم خمس عشرة ليلة قد أصبحنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه حتى أحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث الوحي ، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة .

التالي السابق


الخدمات العلمية