الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وصل إليها الكتاب؛ فعرضته على قومها: قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ؛ جمعت قومها تستفتيهم في الأمر الذي جد؛ وكانت حكيمة إذ جمعتهم وفوضت الأمر إليهم ليروا فيه ما يرون؛ عرضت عليهم صيغته ووصفته بأنه كتاب [ ص: 5451 ] كريم؛ فقدمت القول الحسن؛ الاحترام والتجلة؛ ووصفت الكتاب بأنه كريم طيب داع إلى خير؛ لا فساد؛ وتلت عليهم الكتاب؛ وهذا نصه: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ؛ ابتدأ بذكر المرسل واكتفى باسمه؛ ويظهر أنه كان معروفا بين ملوك الأرض؛ لأنه أقواهم؛ وأعظمهم قدرا؛ وأوسعهم سلطانا؛ وعلما؛ وصرفة؛ وهل هناك علم أعلى من أنه يعرف منطق الطير؛ ومنطق الأحياء؛ وأنه أوتي من كل شيء قوة وعلما؛ قوله: ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين ؛ " أن " ؛ هنا مخففة من الثقيلة؛ أي: إنه الحال والشأن لا تعلوا علي؛ وتستكبروا؛ وتتعاظموا علي حين تكون مغالبة؛ وائتوني مسلمين؛ وفي كلمة مسلمين ؛ إيراد الإيمان بالله وإسلام وجوههم لله (تعالى)؛ قال بعض المفسرين ذلك؛ وقال بعض المفسرين: المراد أن يستسلموا له ويخنعوا له؛ وبعد ذلك تكون دعوة الإيمان والإسلام؛ وأميل إلى هذا؛ لأنه المناسب لقوله: ألا تعلوا علي

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية