الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4078 باب: في الرقية من العقرب

                                                                                                                              وهو في النووي، في: (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \النووي، ص186-187 ج14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [(عن جابر) رضي الله عنه؛ (قال: نهى رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: عن الرقى. فجاء آل عمرو بن حزم: إلى رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ فقالوا: يا رسول الله! إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال: فعرضوها عليه، فقال: "ما أرى بأسا. من استطاع منكم: أن ينفع أخاه، فلينفعه" ) .

                                                                                                                              وفي رواية أخرى عنه، بلفظ: "أرخص النبي، صلى الله عليه وسلم: في رقية الحية، لبني عمرو. قال أبو الزبير: وسمعت جابر بن عبد الله يقول: لدغت رجلا منا عقرب، ونحن جلوس مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله! أرقي؟ قال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه، فليفعل" ].

                                                                                                                              [ ص: 295 ] والحديث له ألفاظ.

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قد تمسك قوم بهذا العموم؛ فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ولو لم يعقل معناها. لكن دل حديث عوف: أنه يمنع ما كان من الرقى يؤدي إلى الشرك. وما لا يعقل معناه: لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك، فيمنع احتياطا. قال القرطبي: الرقى ثلاثة أقسام؛

                                                                                                                              أحدها: ما كان يرقى بها في الجاهلية، ما لا يعقل معناه: فيجب اجتنابه، لئلا يكون فيه شرك، أو يؤدي إلى الشرك.

                                                                                                                              الثاني: ما كان بكلام الله، أو بأسمائه، فيجوز. فإن كان مأثورا، فيستحب.

                                                                                                                              الثالث: ما كان بأسماء غير الله؛ من ملك، أو صالح، أو معظم، من المخلوقات: كالعرش. فهذا ليس من الواجب اجتنابه، ولا من المشروع: الذي يتضمن الالتجاء إلى الله، والتبرك بأسمائه. فيكون تركه أولى. إلا أن يتضمن تعظيم المرقي به، فينبغي: أن يجتنب، كالحلف بغير الله. قال الربيع: سألت الشافعي عن الرقية؟ فقال: لا بأس أن ترقي بكتاب الله، وبما تعرف من ذكر الله.

                                                                                                                              [ ص: 296 ] قلت: أيرقي أهل الكتاب المسلمين؟ قال: نعم. إذا رقوا بما يعرف من كتاب الله، وبذكر الله. انتهى.

                                                                                                                              والحديث: فيه دلالة، على جواز الرقى بكلام الجاهلية، إذا كان معناه مفهوما.

                                                                                                                              وفيه: جواز نفع الأخ بما يستطيع.




                                                                                                                              الخدمات العلمية