الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ذلا ]

                                                          ذلا : ابن الأعرابي : تذلى فلان إذا تواضع . قال أبو منصور : وأصله تذلل ، فكثرت اللامات فقلبت أخراهن ياء ؛ كما قالوا : تظن وأصله تظنن . واذلولى : ذل وانقاد ؛ عن ابن الأعرابي ؛ وأنشد لشقران السلامي من قضاعة :


                                                          اركب من الأمر قراديده بالحزم والقوة أو صانع     حتى ترى الأخدع مذلوليا
                                                          يلتمس الفضل إلى الخادع



                                                          قراديد الأرض : غلظها ، والمذلولي : الذي قد ذل وانقاد ؛ يقول اخدعه بالحق حتى يذل اركب به الأمر الصعب .

                                                          وفي حديث فاطمة بنت قيس : ما هو إلا أن سمعت قائلا يقول : مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاذلوليت حتى رأيت وجهه ، أي : أسرعت ؛ يقال : اذلولى الرجل إذا أسرع مخافة أن يفوته شيء ، قال : وهو ثلاثي كررت عينه وزيد واوا للمبالغة كاقلولى واغدودن . ورجل ذلولى : مذلول . واذلولى اذليلاء : انطلق في استخفاء ؛ قال سيبويه : لا يستعمل إلا مزيدا . واذلوليت اذليلاء وتذعلبت تذعلبا : وهو انطلاق في استخفاء ، والكلمة يائية ؛ لأن ياءها لام . واذلوليت إذا انكسر قلبي . وقال أبو مالك عمرو بن كركرة : اذلولى ذكره إذ قام مسترخيا . واذلولى فذهب إذا ولى متقاذفا . ورشاء مذلول إذا كان مضطربا ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية