الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 483 ] فيمن كاتب نصف عبده أو عبدا بينه وبين رجل قلت : أرأيت إن كاتبت نصف عبدي أتجوز الكتابة أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا تجوز هذه الكتابة ولا يكون شيء منه مكاتبا .

                                                                                                                                                                                      قلت : وهذا قول مالك ، قال : هذا رأيي وقد قال مالك في العبد يكون بين الرجلين فيكاتبه أحدهما بغير إذن شريكه : إن تلك الكتابة ليست بكتابة .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : فإن غفل عنه حتى يؤدي الكتابة إلى الذي كاتبه فهو رقيق كله ولا يكون شيء منه عتيقا ويرجع السيد الذي لم يكاتب على السيد الذي كاتب فيأخذ منه نصف ما أخذ من العبد من ماله ويكون العبد بينهما رقيقا على حاله الأولى ، فهذا يدلك على مسائلك أنه لا يكون مكاتبا إذا كاتب نصفه ولا يعتق إذا أدى .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية