الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (48) قوله : يقذف بالحق : يجوز أن يكون مفعوله محذوفا ; لأن القذف في الأصل الرمي . وعبر به هنا عن الإلقاء أي : يلقي [ ص: 201 ] الوحي إلى أنبيائه بالحق . أي : بسبب الحق ، أو ملتبسا بالحق . ويجوز أن يكون التقدير : يقذف الباطل بالحق أي : يدفعه ويطرحه به ، كقوله : بل نقذف بالحق على الباطل . ويجوز أن تكون الباء زائدة ، أي : يلقي الحق كقوله : ولا تلقوا بأيديكم ، أو يضمن " يقذف " معنى يقضي ويحكم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : " علام الغيوب " العامة على رفعه . وفيه أوجه ، أظهرها : أنه خبر ثان لـ " إن " ، أو خبر مبتدأ مضمر ، أو بدل من الضمير في " يقذف " ، أو نعت له على رأي الكسائي ; لأنه يجيز نعت الضمير الغائب ، وقد صرح به هنا . وقال الزمخشري : " رفع على محل " إن " واسمها ، أو على المستكن في " يقذف " قلت : يعني بقوله : " محمول على محل إن واسمها " يعني به النعت ، إلا أن ذلك ليس مذهب البصريين ، لم يعتبروا المحل إلا في العطف بالحرف بشروط عند بعضهم . ويريد بالحمل على الضمير في " يقذف " أنه بدل منه ، لا أنه نعت له ; لأن ذلك انفرد به الكسائي . وزيد بن علي وعيسى بن عمر وابن أبي إسحاق بالنصب نعتا لاسم " إن " أو بدلا منه على قلة الإبدال بالمشتق أو منصوب على المدح .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 202 ] وقرئ " الغيوب " بالحركات الثلاث في الغين . فالكسر والضم تقدما في " بيوت " وبابه ، وأما الفتح فصيغة مبالغة كالشكور والصبور ، وهو الشيء الغائب الخفي جدا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية