[ ص: 96 ] وجاء هنا "معدودات " بصيغة الجمع ، وفي البقرة : معدودة تفننا في البلاغة ، وذلك أن جمع التكسير غير العاقل يجوز أن يعامل معاملة الواحدة المؤنثة تارة ومعاملة جمع الإناث أخرى ، فيقال : "هذه جبال راسية " وإن شئت : "راسيات " ، و "جمال ماشية " وإن شئت : "ماشيات " . وخص الجمع بهذا الموضع لأنه مكان تشنيع عليهم بما فعلوا وقالوا ، فأتى بلفظ الجمع مبالغة في زجرهم وزجر من يعمل بعملهم .
قوله : وغرهم في دينهم الغرور : الخداع ، يقال منه : غره يغره غرورا فهو غار ومغرور ، والغرور بالفتح - مثال مبالغة ، كالضروب ، والغر : الصغير ، والغريرة : الصغيرة لأنهما ينخدعان والغرة مأخوذة من هذا . يقال : "أخذه على غرة " أي : تغفل وخداع ، والغرة : بياض في الوجه ، يقال منه : وجه أغر ورجل [أغر ] وامرأة "غراء " ، والجمع القياسي : غر ، وغير القياسي : غران . قال :
1211 - ثياب بني عوف طهارى نقية وأوجههم عند المشاهد غران
والغرة من كل شيء : أنفسه ، وفي الحديث : " وقيل : "الغرة " الخيار . وقال "وجعل في الجنين غرة عبدا أو أمة في تفسير هذا الحديث : "إنه لا يكون إلا الأبيض من الرقيق " كأنه أخذه من الغرة وهي البياض في الوجه . أبو عمرو بن العلاء
قوله : ما كانوا يفترون "ما " يجوز أن تكون مصدرية أو بمعنى الذي ، والعائد محذوف أي : الذي كانوا يفترونه .