الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          [ ص: 585 ] قوله تعالى: الله آية 2

                                          [3122] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا إسماعيل بن علية ، عن أبي رجاء ، حدثني رجل، عن جابر بن زيد أنه قال: اسم الله الأعظم هو الله، ألم تسمع أنه يقول: هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم

                                          قوله تعالى: الله لا إله إلا هو

                                          [3123] قرئ على يونس بن عبد الأعلى ، أنبأ ابن وهب قال: وحدثني أيضا، عمر بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه، أخبرني السلولي ، عن كعب قال: لا إله إلا الله كلمة الإخلاص.

                                          [3124] حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن ، ثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه، عن الربيع قوله: الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال: إن النصارى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فخاصموه في عيسى بن مريم ، وقالوا: من أبوه؟ فقالوا على الله الكذب والبهتان، لا إله إلا الله لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: " ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وأن عيسى يأتي عليه الفناء؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يكلأه ويحفظه ويرزقه؟ قالوا: بلى. قال: فهل يملك عيسى من ذلك شيئا؟ قالوا: لا، قال: أفلستم تعلمون أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؟ قالوا بلى. قال: فهل يعلم عيسى من ذلك شيئا إلا ما علم؟ قالوا: لا، قال: فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف يشاء. ألستم تعلمون أن ربنا لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب ولا يحدث الحدث؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها، ثم غذي كما يغذى الصبي، ثم كان يطعم الطعام، ويشرب الشراب ويحدث الحدث؟ قالوا: بلى، قال: فكيف يكون هذا كما زعمتم؟ فعرفوا ثم أبوا إلا جحودا، فأنزل الله: الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم " .

                                          [3125] حدثنا محمد بن يحيى ، أنبأ أبو غسان ، ثنا سلمة قال: قال محمد بن [ ص: 586 ] إسحاق : قوله: الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ففتح السورة بتبرئته نفسه مما قالوا، وتوحيده إياها بالخلق والأمر لا شريك له فيه، ورد عليهم ما ابتدعوا من الكفر وجعلوا معه من الأنداد، واحتجاجا عليهم بقولهم في صاحبهم ليعرفوا بذلك ضلالتهم فقال:الله لا إله إلا هو أي: ليس معه غيره شريك في أمره.

                                          قوله تعالى: الحي

                                          [3126] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا محمد بن عيسى ، ثنا عمرو بن حمران ، عن سعيد ، عن قتادة قوله: الحي الحي الذي لا يموت، وروي عن الربيع بن أنس نحو ذلك.

                                          قوله: القيوم

                                          [3127] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله: القيوم القائم على كل شيء.

                                          [3128] حدثنا أبي ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا سلام بن أبي مطيع، عن قتادة في قوله: الحي القيوم القيم على الخلق بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم، وروي عن الربيع بن أنس ، نحو ذلك.

                                          الوجه الثاني:

                                          [3129] حدثنا أبي ، ثنا الحسن بن الربيع ، ثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا محمد بن إسحاق قوله: الحي القيوم القائم على مكانته الذي لا يزول، وعيسى لحم ودم، وقد قضى عليه بالموت زال عن مكانه الذي يحدث به.

                                          [3130] حدثنا علي بن الحسين ، ثنا عيسى الصائغ ، ببغداد ، ثنا سويد بن عبد العزيز ، عن سفيان بن حسين ، عن الحسن القيوم الذي لا زوال له.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية