الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ؛ الفاء للإفصاح عن شرط مقدر؛ أي: إذا ما كانوا على هذه الحال من سيطرة الجهل؛ فإن الجهل لا يطيق الطهارة والتطهر؛ ولذا كان جوابهم؛ وإن قالوا - مصرين -: أخرجوا آل لوط من مدينتكم العظيمة; لأنه لا تجتمع الطهارة العفيفة مع الدناسة الجاهلة؛ وقد عللوا ذلك بقولهم: إنهم أناس يتطهرون ؛ أي: من شأنهم الطهارة والبعد عن هذا الدنس المخالف للفطرة؛ والطبع السليم؛ وقد صور - سبحانه - بما جاء على ألسنتهم؛ يتطهرون؛ أي أن لوطا ومن معه من شأنهم الطهارة المستمرة؛ وعبر بفعل المضارع للدلالة على تصوير حال الطهارة المستمرة فيهم؛ كان عذاب الله [ ص: 5467 ] (تعالى) لا بد أن ينزل بهم؛ لكي لا يستمر فسادهم; ولأنهم يقلبون الفطرة؛ كما نرى الآن في " إنجلترا " ؛ و " أمريكا " ؛ إذ تفاقم الشر؛ وفحشت الفواحش؛ ومسخت الطبائع؛ فكان لا بد من النازلة؛ جعل الله عالي أرضهم سافلها؛ وأمطر عليهم حجارة من سجيل؛ مسومة منضودة.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية