الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما فهم عنهم هذه الرغبة ، أخذ يزهدهم فيها بطريق الاستفهام الذي لا أنصف منه عن أوصاف يلجئهم السؤال إلى الاعتراف بسلبها عنهم ، مع علم كل عاقل إذا تعقل أنه لا تصح رتبة الإلهية مع فقد واحدة منها ، فكيف مع فقدها كلها؟ فقال تعالى مخبرا عنه : قال معبرا عنها إنصافا بما يعبر به عن العقلاء لتنزيلهم إياها منزلتهم : [ ص: 49 ] هل يسمعونكم أي : دعاءكم مجرد سماع; ثم صور لهم حالهم ليمنعوا الفكر فيه ، فقال معبرا بظرف ماض وفعل مضارع تنبيها على استحضار جميع الزمان ليكون ذلك أبلغ في التبكيت : إذ تدعون أي : استحضروا أحوالكم معهم من أول عبادتكم لهم وإلى الآن : هل سمعوكم وقتا ما؟ ليكون ذلك مرجيا لكم لحصول نفع منهم في وقت ما.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية