الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (3) قوله : هل من خالق غير الله : قرأ الأخوان " غير " بالجر نعتا لـ " خالق " على اللفظ . و " من خالق " مبتدأ مزاد فيه " من " . وفي خبره قولان ، أحدهما : هو الجملة من قوله : " يرزقكم " . والثاني : أنه محذوف تقديره : لكم ونحوه ، وفي " يرزقكم " على هذا وجهان ، أحدهما : أنه صفة أيضا لـ " خالق " فيجوز أن يحكم على موضعه بالجر اعتبارا باللفظ ، وبالرفع اعتبارا بالموضع . والثاني : أنه مستأنف .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الباقون بالرفع . وفيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أنه خبر المبتدأ . والثاني : أنه صفة لـ " خالق " على الموضع . والخبر : إما محذوف ، وإما " يرزقكم " . والثالث : أنه مرفوع باسم الفاعل على جهة الفاعلية ; لأن اسم الفاعل قد اعتمد على أداة الاستفهام . إلا أن الشيخ توقف في مثل هذا ; من حيث إن اسم الفاعل وإن اعتمد ، إلا أنه لم تحفظ فيه زيادة " من " قال : " فيحتاج مثله إلى سماع " ولا يظهر التوقف ; فإن شروط الزيادة والعمل موجودة . وعلى هذا الوجه فـ " يرزقكم " : إما صفة أو مستأنف . وجعل الشيخ استئنافه أولى قال : " لانتفاء صدق " خالق " على " غير الله " بخلاف كونه صفة فإن الصفة تقيد ، فيكون ثم خالق غير الله لكنه ليس برازق " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الفضل بن إبراهيم النحوي " غير " بالنصب على الاستثناء . والخبر [ ص: 213 ] " يرزقكم " أو محذوف و " يرزقكم " مستأنف ، أو صفة . وقوله : لا إله إلا هو مستأنف .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية