الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      الدعوى في الكتابة قلت : أرأيت المكاتب إذا قال سيده : قد حل النجم فأده ، وقال المكاتب : لم يحل [ ص: 488 ] بعد ، قال : القول قول المكاتب ; لأن مالكا قال في المتكاري يتكارى من الرجل الدار فيقول رب الدار : أكريتك سنة وقد مضت السنة ، ويقول المتكاري : لم تمض ، قال مالك : القول قول المتكاري .

                                                                                                                                                                                      قلت : لا يشبه هذا المكاتب ; لأن المكاتب قد قبض ما اشترى ، إنما اشترى رقبته فقد قبضها وادعى أن الثمن عليه إلى أجل كذا وكذا ، وقال سيده : بل كان إلى أجل كذا وكذا ، وقد حل ، قال المكاتب : يشبه الرجل يشتري من الرجل السلعة بمائة دينار إلى أجل سنة فيتصادقان أن الأجل قد كان سنة وقال البائع : قد مضت السنة وقال المشتري : لم تمض السنة قال : هذا عند مالك القول قول المشتري ، ولا يصدق البائع على أن الأجل قد مضى فكذلك سيد المكاتب لا يصدق على أن الأجل قد مضى والقول قول المكاتب .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية