وقد ذكر - سبحانه - أنه سينالهم عذاب شديد؛ ليس من قبيل السحق والإبادة؛ بل يكون من قبيل المنازلة؛ ولذا قال - سبحانه -:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون ؛ أي: قل لهم يا
محمد: لا تستعجلوا العذاب؛ وعسى أن يكون ردف لكم؛ أي: دنا منكم؛ وصار ردفا لكم قريبا منكم بعض الذي تستعجلون؛ وذكر بعض الذي يستعجلونه دون العذاب الساحق الماحق؛ كما كان
لعاد وثمود وأصحاب الأيكة; لأن الله (تعالى) يتولى تأديبهم في الحياة الدنيا؛ بالغزوات المؤدبة لهم كغزوة "
بدر " ؛ و " الخندق " ؛ و "
الحديبية " ؛ و " فتح
مكة " ؛ لأنه - سبحانه - يريد أن يجعل من ذريتهم من يعبد الله ويجاهد في سبيله؛ كما كان
nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد؛ nindex.php?page=showalam&ids=28وعكرمة بن أبي جهل وغيرهما.
والتعبير بـ " عسى " ؛ و " لعل " ؛ ونحو ذلك من العبارات؛ يراد به توكيد الوقوع كما تجري عبارات الرؤساء والأقوياء؛ وأهل السلطان؛
وَقَدْ ذَكَرَ - سُبْحَانَهُ - أَنَّهُ سَيَنَالُهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ؛ لَيْسَ مِنْ قَبِيلِ السَّحْقِ وَالْإِبَادَةِ؛ بَلْ يَكُونُ مِنْ قَبِيلِ الْمُنَازَلَةِ؛ وَلِذَا قَالَ - سُبْحَانَهُ -:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_28998nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ؛ أَيْ: قُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ: لَا تَسْتَعْجِلُوا الْعَذَابَ؛ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ؛ أَيْ: دَنَا مِنْكُمْ؛ وَصَارَ رِدْفًا لَكُمْ قَرِيبًا مِنْكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ؛ وَذَكَرَ بَعْضَ الَّذِي يَسْتَعْجِلُونَهُ دُونَ الْعَذَابِ السَّاحِقِ الْمَاحِقِ؛ كَمَا كَانَ
لِعَادٍ وَثَمُودَ وَأَصْحَابِ الْأَيْكَةِ; لِأَنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) يَتَوَلَّى تَأْدِيبَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ بِالْغَزَوَاتِ الْمُؤَدِّبَةِ لَهُمْ كَغَزْوَةِ "
بَدْرِ " ؛ وَ " اَلْخَنْدَقِ " ؛ وَ "
اَلْحُدَيْبِيَةِ " ؛ وَ " فَتْحِ
مَكَّةَ " ؛ لِأَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ؛ كَمَا كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=22خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ nindex.php?page=showalam&ids=28وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَغَيْرُهُمَا.
وَالتَّعْبِيرُ بِـ " عَسَى " ؛ وَ " لَعَلَّ " ؛ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْعِبَارَاتِ؛ يُرَادُ بِهِ تَوْكِيدُ الْوُقُوعِ كَمَا تَجْرِي عِبَارَاتُ الرُّؤَسَاءِ وَالْأَقْوِيَاءِ؛ وَأَهْلِ السُّلْطَانِ؛