الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4672 باب: الحمى تذهب الخطايا

                                                                                                                              وذكره النووي في: (باب: ثواب المؤمن فيما يصيبه، من مرض، أو حزن، أو نحو ذلك.... إلخ) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \النووي، ص131 ج16، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي الزبير؛ حدثنا جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ دخل على أم السائب -أو أم المسيب- فقال: "ما لك يا أم السائب! -أو يا أم المسيب- تزفزفين؟" قالت: الحمى. لا بارك الله فيها. فقال: "لا تسبي الحمى. فإنها تذهب خطايا بني آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما؛ (أن رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ دخل على أم السائب -أو أم المسيب- فقال: [ ص: 329 ] "ما لك؟ يا أم السائب! -أو يا أم المسيب!- تزفزفين"؟) بزايين معجمتين وفاءين، والتاء مضمومة. قال عياض: تضم، وتفتح. هذا هو الصحيح المشهور، في ضبط هذه اللفظة. وادعى القاضي: أنها رواية جميع رواة مسلم.

                                                                                                                              ووقع في بعض النسخ: بالراء والفاء.

                                                                                                                              ورواه بعضهم، في غير مسلم: بالراء، والقاف.

                                                                                                                              ومعناه: تتحركين حركة شديدة. أي: ترعدين.

                                                                                                                              (قالت: الحمى. لا بارك الله فيها. فقال: "لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا ابن آدم، كما يذهب الكير خبث الحديد") .

                                                                                                                              فيه: أن الحمى كفارة للذنوب، ومذهبة للخطايا. قال العلماء: أرسلت إلى الدنيا، نذيرا للجاحدين. وبشيرا للمقربين، لأنها كفارة لمعاصيهم، ومذهبة لآثامهم. فلا ينبغي: أن تسب، بل ينبغي: أن يصبر عليها.




                                                                                                                              الخدمات العلمية