الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون

                                                                                                                                                                                                                                        إذ قال الله ظرف ل"مكر الله" أو خير الماكرين، أو لمضمر مثل وقع ذلك. يا عيسى إني متوفيك أي مستوفي أجلك ومؤخرك إلى أجلك المسمى، عاصما إياك من قتلهم، أو قابضك من الأرض من توفيت مالي، أو متوفيك نائما إذ روي أنه رفع نائما، أو مميتك عن الشهوات العائقة عن العروج إلى عالم الملكوت. وقيل أماته الله سبع ساعات ثم رفعه إلى السماء وإليه ذهبت النصارى. ورافعك إلي إلى محل كرامتي ومقر ملائكتي. ومطهرك من الذين كفروا من سوء جوارهم أو قصدهم وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة يعاونهم بالحجة أو السيف في غالب الأمر، ومتبعوه من آمن بنبوته من المسلمين والنصارى وإلى الآن لم تسمع غلبة لليهود عليهم ولم يتفق لهم ملك ودولة. ثم إلي مرجعكم الضمير لعيسى عليه الصلاة والسلام ومن تبعه ومن كفر به، وغلب المخاطبين على الغائبين. فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون من أمر الدين.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 20 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية