الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4107 باب: التداوي بسقي العسل

                                                                                                                              وذكره النووي في: (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \النووي، ص202-203 ج14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي سعيد الخدري؛ قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أخي استطلق بطنه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسقه عسلا" فسقاه. ثم جاءه فقال: إني سقيته عسلا، فلم يزده إلا استطلاقا -فقال له ثلاث مرات- ثم جاء الرابعة، فقال "اسقه عسلا". فقال: لقد سقيته، فلم يزده إلا استطلاقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق الله. وكذب بطن أخيك" فسقاه، فبرأ ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي سعيد الخدري) رضي الله عنه؛ (قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم. فقال: إن أخي استطلق بطنه، فقال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "اسقه عسلا") . قال في الفتح: "العسل" يذكر ويؤنث. وأسماؤه تزيد على المائة.

                                                                                                                              [ ص: 336 ] وفيه من المنافع: ما لخصه الموفق البغدادي وغيره، فذكر بعضها. وسيأتي الكلام على العسل.

                                                                                                                              (فسقاه. ثم جاءه فقال: إني سقيته) فلم يزده إلا استطلاقا. فقال له ثلاث مرات، ثم جاء الرابعة، فقال: "اسقه عسلا". فقال: لقد سقيته، فلم يزده إلا استطلاقا. فقال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "صدق الله، وكذب بطن أخيك". فسقاه، فبرأ) . المراد قوله تعالى: يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس . وهو العسل. وهذا تصريح منه، صلى الله عليه وآله وسلم: بأن الضمير في قوله: "فيه شفاء" يعود إلى الشراب، الذي هو العسل. قال النووي: وهو الصحيح. وهو قول ابن مسعود، وابن عباس، والحسن، وقتادة، وغيرهم.

                                                                                                                              وقال مجاهد: الضمير عائد إلى القرآن. وهذا ضعيف، مخالف لظاهر القرآن، ولصريح هذا الحديث الصحيح.

                                                                                                                              قال بعض العلماء: الآية على الخصوص. أي: شفاء من بعض الأدواء، ولبعض الناس. وكان داء هذا المبطون، مما يشفى بالعسل. وليس في الآية تصريح: بأنه شفاء من كل داء. ولكن علم النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: أن داء هذا الرجل، مما يشفى بالعسل. والله أعلم.

                                                                                                                              [ ص: 337 ] قال (في زاد المعاد) : وليس طبه، صلى الله عليه وآله وسلم: كطب الأطباء. فإن طبه: متيقن قطعي، إلهي، صادر عن الوحي، ومشكاة النبوة، وكمال العقل. وطب غيره حدس، وظنون، وتجارب. انتهى.

                                                                                                                              وهذا الحديث، أخرجه أيضا: البخاري، والترمذي، والنسائي.




                                                                                                                              الخدمات العلمية