الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: ومنهم من يستمع إليك ؛ يعني المنافقين؛ حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا ؛ كانوا يسمعون خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا خرجوا سألوا أصحاب رسول الله استهزاء وإعلاما أنهم لم يلتفتوا إلى ما قال؛ فقالوا: ماذا قال آنفا؟ أي: ماذا قال الساعة؛ ومعنى "آنفا"؛ من قولك: "استأنفت الشيء"؛ إذا ابتدأته؛ و"روضة أنف"؛ إذا لم ترع بعد؛ أي: لها أول يرعى؛ فالمعنى: ماذا قال من أول وقت يقرب منا؟ وقوله: أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم والذين اهتدوا زادهم هدى ؛ الضمير الذي في " زادهم " ؛ يجوز أن يكون فيه أحد ثلاثة أوجه؛ فأجودها - والله أعلم - أن يكون فيه ذكر الله؛ فيكون المعنى مردودا على [ ص: 11 ] قوله: أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم والذين اهتدوا زادهم هدى ؛ ويجوز أن يكون الضمير في " زادهم " ؛ قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ فيكون المعنى: "والذين اهتدوا زادهم ما قال رسول الله هدى"؛ ويجوز أن يكون زادهم إعراض المنافقين واستهزاؤهم هدى.

                                                                                                                                                                                                                                        قوله: وآتاهم تقواهم ؛ يجوز أن يكون: "وألهمهم تقواهم"؛ كما قال - عز وجل -: وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها ؛ ويجوز أن يكون - والله أعلم -: "وآتاهم ثواب تقواهم".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية