الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 222 ] أسكنوهن من حيث سكنتم أي مكانا من مكان سكناكم. من وجدكم من وسعكم أي مما تطيقونه، أو عطف بيان لقوله من حيث سكنتم. ولا تضاروهن في السكنى. لتضيقوا عليهن فتلجئوهن إلى الخروج. وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فيخرجن من العدة، وهذا يدل على اختصاص استحقاق النفقة بالحامل من المعتدات والأحاديث تؤيده. فإن أرضعن لكم بعد انقطاع علقة النكاح. فآتوهن أجورهن على الإرضاع. وأتمروا بينكم بمعروف وليأمر بعضكم بعضا بجميل في الإرضاع والأجر. وإن تعاسرتم تضايقتم. فسترضع له أخرى امرأة أخرى، وفيه معاتبة للأم على المعاسرة.

                                                                                                                                                                                                                                        لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله أي فلينفق كل من الموسر والمعسر ما بلغه وسعه. لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها فإنه تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وفيه تطييب لقلب المعسر ولذلك وعد له باليسر فقال: سيجعل الله بعد عسر يسرا أي عاجلا أو آجلا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية